العرض في الرئيسةفضاء حر

أنا ومهدي المشاط..!!

يمنات

أيوب التميمي

في السادسة صباحاً أشتد بي الجوع، هكذا تخيل لي ..خرجت من المنزل لابس فنيله وفوطة بدون حزام، متوجها صوب مطعم القرموشي القريب من منزلي في الخمسين، واذ بثلاثة أشخاص أحدهم كان يلبس قميص وكوت متحزم بجنبية ومسدس ميكروف، يضع شماغ على رأسه ومغطي جزء بسيط من الوجه أسفل الدقن، اما الاثنين فكانوا يرتدون مقاطب وقمصان نص كمُ في خاصرة كل واحد مسدس وجهاز سلكي..

كانوا يسيروا بخطى متسارعة نحو جولة بيت بوس.. فجاة وأمام سوق مجمع العرب، إذا بأحدهم استوقفني.. ويتكلم مع الشخص الملثم.. سيدي هذا أيوب التميمي الاعلامي حق الشيخ سلطان السامعي.

قلت في نفسي يالله خارجنا، مو خرجت امي هذا الوقت..

أهلا وسهلا.. اذا بالملثم ينزع الشماغ من وجهة ويبادر بالمصافحة والإبتسامة الصفراء.. حينها قلت لنفسي ودفت ولا حد سمي عليك يابن حورية، سيادة الرئيس مهدي المشاط بجلالة قدره صح أو أنا غلطان…

أهلاً وسهلاً كيف اخبارك واخبار الشيخ سلطان السامعي..

“والله الحمد لله بخير وعافية”
“إن للمه طول  هذه المرة في تعز..؟!
والله ما عندي فكره ليش
“واين رايح في هذا الوقت”

والله رايح هذاك المطعم حق القرموشي اصطبح..
“خلاص  تعال معنا نصطبح سوى”
سيدي ماله داعي والله وبعدين اجزع معاكم وأنا لابس هذه الثياب مش حلو..
أن اخطى معنا مالها ملابسك ولا بها شي.. قالوا لنا الخبرة به مطعم بالجولة يصلح فتة مع عسل قوة..

ايوه مطعم حلو، بس في هذا الوقت المطعم يكون زحمه ولو عرفوا الناس أن الرئيس يصطبح بالمطعم الله يستر ايش الذي با يحصل..!!

“ولا عاد يوقع شي، وبعدين قد الواحد كاره جلست المكاتب، ندمج مع شعبنا وننظر عن كثب على أحوالهم”

شاب أسمر اللون “حبشي” اتضح فيما بعد أنه من أديس أبابا ،يمر من أمامنا عامل سماعات على أذنه جالس يهز أكتافه، دخل بالخط ياخواني بالله عليكم أنا جوعان  في انت معكم حق واحد شاي واحد روتي ..

هذا أنا سفته فين ياربي ..انتي في طلعه بالتلفزيون صح..

أحد الحراسة يهزره من كتفه، اخطى من هانا..
فيما الرئيس يكلم الشاب الحبشي انت من اي الدولة الأفريقية..؟!

أنا من أديس أبابا..
بس انا شفتك بالتلفزيون ايش أسمك ياربي..ايوااا المساك .. صح؛..ضحك الرئيس وأعطاه الف ريال وقال له اخطى اصطبح!!

لا أدري إلا ولحظات والدائرة تتسع من الناس وكلهم في حالة انبهار ودهشة أنه الرئيس بينهم دون حراسة مشددة ويتكلم معهم بكل بساطة وسهولة..

كبرت الدائرة وانا أدعو الله أن تكبر اكثر واكثر.. على شان اطحس..

والناس تسلم عليه.. والإبتسامة تملأ  وجوههم، وهو يبادلهم الشعور نفسه.. ويسأل عن حالهم وحال أوضاعهم المعيشية وهم يالله حصلوا مسؤول يسأل عن حالهم ومنه الرئيس بكله..

وعينك ما تشوف إلى النور سيل من الشكاوي تنهمر.. والرئيس يهز لهم رأسه ويردد ايوااا …ايوااا ” زادوا الناس رجال مع نسوان.. ناس يجروا من طرف الشارع في اتجاهنا…

حاولت ان استاذن منه.. فرفض أمسك بيدي وانسحبنا إلى جوار حائط مجمع العرب وطلب كراسي وبدأ ينظر في قضاياهم.. قلت في نفسي حرام ما شتخرج منهم إلى بعد المغرب..

فيما نسوان يتعالى اصواتهن “يارئيس نحن جواعى.. وأخريات نحن لنا خمس سنوات نازحين ولا حد لفت علينا.. اتقوا الله.. وعمال يشكون أن لهم اسبوع جالسين بالجولة ولا حصلوا عمل وحالهم متوقف وأسرهم منتظرين منهم مصاريف..

ناس تشكي جشع أصحاب المدارس الخاصة وتطالب بعمل حل لهم..

وهناك من يشكي حالة الركود الاقتصادي.. وأصحاب المحلات التجارية يشكون من مكاتب الزكاة والضرائب والتحسين..

ومواطنين يشكون مكتب الكهرباء وأصحاب المولدات الكهربائية بالمحافظة..
فيما الرئيس يطمنهم وأنه سيعمل على حل مشاكلهم..

انسحبت وأصبحت خارج تلك الدائرة وانا اتحمد الله أنه خارجني من هذه الورطة.. أسمع ثنتين نسوان شكلهم من حق الحديدة.. واحدة تقول لصاحبتها تعالي نقدم للمشاط نقوله نحن  نازحات وما قدرنا ندفع حق الإيجار وصاحب البيت شطردنا!!

“ترد عليها الأخرى انى ما اشتيبوه حقك المشاط هذا،  انت بحسك تصدقيهم به ام كريم شعيننا “
ألتفت إلى أم الجن اقبلت اكثر من طقم عسكري وسيارات رئاسية آخر موديل وحالة من الانتشار الأمني.. منهم ينزلوا من فوق مجمع العرب سع الصاعقه بحبال .. ينتشرون أمام المجمع.. ودلهاف بالمواطنين.. أشوف مدير مكتب الرئيس ابو محفوظ جالس يوبخ أحد الحراسة.. بكلام لم أفهمه.. سوى كلمة انتم حمير لكم كلام لما نرجع المكتب..!!؟

طلع الرئيس الموكب حقه والناس تهتف بالروح بالدم نفديك يا مشاط غاب الموكب عن الأنظار..وغابت معها  الوعود!!

اسمع صوت المرة حقي يا حاج … ياحاج..قم لك قيامه الدبة الغاز زلجت وإني بالخبزة الثانية…
احاول افتح  عيوني والتفت  إليها مالكِ صلى على النبي

أقولك الدبه الغاز كملت….
كيف كملت..؟!
وبعدين ليش ما تتكلمي  وعاد الرئيس كان هنا قبل قليل.. الان من فين اجيب لك حق دبه غاز..!

“منو  الذي كان هنا قبل قليل “!!
الرئيس مهدي المشاط وأبو محفوظ .. الناس قدموا له مساعدات هو ماقصر معهم… صرف شيجي عشرة مليون مساعدات !!
هيا قم أنت حقكك الجنان دبر لنا حق دبه غاز..!!

احلى حاجة بالحلم أننا اكتشفت إن رئيسنا طيب ومتواضع إذا كان بعيداً عن الشلة الذي حوله..!!

واكتشفت أن الدبة الغاز لما تكمل وانت طفران  تصبح حالة من العبور فوق الصراط المستقيم !!
((الله شاهد))

زر الذهاب إلى الأعلى